الحسد

                   - تعريف الحسد:

                   - الوقاية من الحسد:

                   - علاج الحسد:

تعريف الحســــــد:

روى ابن داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب".وفي رواية أخرى" إياكم أن ترجعوا بعدي كفارا." وفي حديث الإمام أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه و سلم:"لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديار رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم" ثم أشار أنس رضي الله عنه إلى ديار قوم باد أهلها انقرضوا وفنوا فهي خاوية على عروشها وقال هذه ديار قوم أهلكهم البغي والحسد إن الحسد ليطفئ نور الحسنات والبغي يصدق ذلك أو يكذبه، والعين تزني والكف والقدم والجسد واللسان والفرج يصدق هذا أو يكذب.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين"[1].
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمرها أن تسترقي من العين.
وقال القيم: "العين عينان عين إنسية وعين جنية"، وقد صح عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى في بيتها جارية في وجهها سعفة فقال: " استرقوا لها فإن بها نظرة"[2]. قال الحسين بن مسعود الفراء وقوله سعفة أي نظرة يعني من الجن يقول بها عين أصابتهما من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح.
ويذكر عن جابر يرفعه أن العين لتدخل الرجل القبر والجمل القدر..وعن أبي سعد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير الرؤية. قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه و سلم : « وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر»[3]. فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائن. ولذلك فالاستعاذة بالحسد أعم من العائن.
قال الإمام أبو عبد الله المازري: " أخذ جماهير العلماء بظاهر الحديث وقالوا العين حق. ويذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى". وقد يحسد الإنسان نفسه أو ماله أو أولاده.

 أعلى

الوقايـــــة من الحســـــد:

1) عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرأهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن . رواه الديلمي
2) عندما يخشى العائن عينه لغيره أو ماله أو أبنائه فليقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله لما روي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: من رأى شيئا فـأعجبه فقال : " ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره".
3) ستر محاسن من يخشى عليه الإصابة بالعين.
4) قراءة المعوذتين والتحصينات والأدعية النبوية.. وللوقاية من حسد الجن فهناك أحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ستر ما بين أعين الجن وعورات بن آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه بسم الله الذي لا إله إلا هو. رواه ابن السني عن أنس. " ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم  الخلاء أن يقول بسم الله رواه أحمد والترمذي ضعفه.
" ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول بسم الله الحكيم. رواه بن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وابن السني وعمل اليوم والليلة وعن أنس والطبراني في الأوسط.
  العــــــــلاج:

1) رقى جبريل النبي صلى الله عليه و سلم برقية هي: "بسم الله أرقيك من كل داء يؤديك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك والله يشفيك"[4].

2) روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما ويقول أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، ويقول: إن أباكم إبراهيم كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق.

3) أن يقرأ على نفسه الفاتحة وقل هو الله أحد والفلق والناس وينفث في يديه ويمسح بهما جسده، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذتين، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنه أعظم بركة من يدي، وفي رواية بمعوذات، والنفث هو نفخ لطيف بلا ريق.

4) وإن علم الحاسد : يقول النبي صلى الله عليه و سلم :"العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا اغتسلتم فاغسلوا وهنا أمر للعائن (الحاسد) بالاغتسال إذا ما أصاب بعينه إنسانا ما. وصفة هذا الغسل كما قال الترمذي : "يؤمر الرجل العائن بقدح فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح (أي  يرجع ماء المضمضة في القدح) ثم يغسل وجهه في القدح، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح، ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل داخل إزاره في القدح ولا يوضع القدح في الأرض، ثم يصب على رأس الرجل المصاب بالعين من خلفه صبة واحدة (بغتة) (ما يغسل من الإزار هو ما يلي جسده من الجانب الأيمن).


 [1] - صحيح مسلم شرح النووي ج 14، ص: 171 وفتح الباري ج 21، ص: 330 إلى 331.

[2] - فتح الباري، ج 10، كتاب الطب عمدة القارئ، ج17، ص: 403-404.

[3] - سورة القلم، الآية: 51.

[4] - رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه عن أبي سعيد الخدري.

أعلى